Sunday, May 15, 2011

الدراما السورية والخاصرة الرخوة


                                                 الدراما السورية والخاصرة الرخوة
 نبراس دلول

تشهد الدراما التلفزيونية السورية منذ عقود انتشاراً واضحاً في الدول الناطقة بالعربية وغير الناطقة بها(( علمنا أن التلفزة الايرانية تدبلج عملين سوريين سنوياً والتلفزيون التركي يقوم بعملية الدبلجة للتركية لمسلسلات سورية كان اخرها الظاهر بيبرس من بطولة عابد فهد واخراج محمد عزيزية)) وعلى الرغم من أن هذا الانتشار ليس بجديد ,الا أن البعض يصر على احتقار هذه التجربة ومنع الشعب السوري من قطف ثمار هذا النجاح من خلال الاصرار دائماً على حداثة هذا الموضوع ,علماً أن أقدم المسلسلات التي ما تزال التلفزة العربية تبثها حتى اليوم هي مسلسلات سورية بامتياز!.
ان أقدم مسلسل مازال يعرض حتى الان على الشاشات العربية هو (( مقالب غوار)) وياتي بعده مسلسل ((حمام الهنا)) وهما عملان من انتاج التلفزيون السوري في اواسط الستينيات ,وياتي بعدهما مسلسل((صح النوم)) وهو من انتاج بداية السبعينيات, بينما المسلسل المصري الوحيد والاقدم الذي مازال يعرض هنا وهناك هو مسلسل (( ليالي الحلمية)) من انتاج اواخر الثمانينات وبداية التسعينات!.
يقودنا هذا للحديث عن ظاهرة بدأت تجتاح الجو الدرامي السوري ألا وهي وجود ممثلين من الخاصرة الرخوة المسماة لبنان في الاعمال الدرامية السورية ودون مبرر لذلك , وللاسف فان الممثلين من بلد الخاصرة الرخوة وكالعادة لا يقدمون فروض الطاعة لآسيادهم في دمشق بل تراهم ما ان ينتهي تصوير مشاهدهم حتى يكونوا امام نقطة التفتيش في المصنع ,دون أدنى رغبة في البقاء ليلة أخرى في عاصمة الآمويين.
طبعاً ليس للفن وطن ,والمثل يقول – وين ما رزقت الزق – أي انك مطالب في البحث عن ما يسد الرمق في أي جو وعلى أي ارضٍِِ , ولكن المصيبة أن الممثل اللبناني يكون جالساً في منزله دون عمل او عائداً من عمله في دبلجة مسلسل مكسيكي من الدرجة العاشرة ,فيفاجأ باتصال هاتفي من مخرج سوري كان قد رأه منذ ليلتين في أحد برامج المنوعات اللبنانية حيث قدموه كممثل قدير,من هنا فان المخرج السوري يطلب منه هاتفياً القدوم الى سورية لتصوير احد المسلسلات, بينما يكون هناك المئات من ابناء البلد السوريين جالسين في بيوتهم دون عمل .
طبعاً لو أن الممثل اللبناني يأتي ويعيش في سورية طلباً للرزق لما كان لهذا المقال وجود,ولكنا صمتنا مرة والى الأبد ,فما نريده هو العنب ولا شئ سوى العنب ,اذ من غير المنطقي ان يمضي السوري سنوات في المعهد العالي للفنون المسرحية وغيرها سنوات اخرى وهو يقيم شبكة علاقات عامة داخل الوسط الفني والثقافي السوري ليعمل ويسد رمقه بينما هناك شخص من وراء الحدود يأتيه العمل وهو يجلس على أريكته دون أدنى مستويات المعاناة في طلب الرزق .
ان سوريا والفن في سوريا مفتوحتان للجميع من عربٍ وعجم, لكن شرط وجود طالب العمل في سوق العمل لا في اي مكان اخر تماماً كما هي الحال مع الفنانين الآردنيين الذين يعملون منذ عقود في الدراما السورية كنضال ووائل نجم وصبا مبارك وفرح بسيسو وبالاضافة ايضاً الى شوقي الماجري من تونس ومحمد مفتاح وعالية الركابي من المغرب,وهؤلاء جميعاً مرحب بهم في سورية .أما أبناء الخاصرة الرخوة فاما ان يدخلوا سوق العمل الدرامي السوري وإما أن يبقوا يسترزقون من خلال الدبلجة عن الاسبانية لمسلسلات مكسيكية من الدرجة العاشرة , وهذا عائد لهم وللمخرج السوري الذي يحترم نفسه .
أقول ذلك وانا أتخيل لو أن الدراما اللبنانية هي من فتحت المشرق والمغرب فماذا سيكون وضع الممثل السوري انذاك ,هل كان ليقبل اللبنانيون وجود سوري في مسلسلاتهم دون ان يكون قد امضى ايامً وليالٍ جائعاً مشرداً في شوارع -- بيروت الشام -- الحبيبة؟.